Unsubscribe
View in your browser

English | Español | French | Arabic

من أروقة مؤتمر الأطراف الثلاثين (كوب30) إلى أيديكم: يندرج هذا العدد ضمن مجموعة أدوات المناصرة الخاصة بمؤتمر الأطراف، في مسعى إلى كشف هيمنة الشركات والحلول المناخية الزائفة، ويضم القصة المصوّرة الجديدة "ما وراء الأكاذيب الخضراء"  إلى جانب مذكرة توضيحية صدرت مؤخرًا.

التعليق على الصورة: تفصيل من القصة المصوّرة "ما وراء الأكاذيب الخضراء: الحلول الحقيقية لأزمة المناخ في متناول اليد"، من إعداد أعضاء الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالتعاون مع الفنان لوتشيو زاغو.

الحكم واضح: أزمة المناخ حالة طارئة تمسّ حقوق الإنسان. فقد قضت أرفع المحاكم في العالم بوجوب اضطلاع الدول باتخاذ إجراءات حاسمة، وتنظيم أنشطة الشركات، من أجل منع الأضرار المناخية والتخفيف من حدّتها وجبرها. ومع ذلك، ما زالت الانبعاثات في تصاعد، ويستمر التوسع في قطاع الوقود الأحفوري، بينما تواصل الأطراف التي تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية التملص من المساءلة. أما بلدان الجنوب العالمي، التي لا تتحمل سوى قسط ضئيل من المسؤولية، فتواجه كوارث مناخية متفاقمة في ظل موارد متناقصة. وفي كانون الثاني/يناير 2025، انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية باريس والتزاماتها بالتمويل المناخي، متخلية عن بلدان الخطوط الأمامية، ومشجّعة الشمال العالمي على التراجع.

وفي خضمّ ذلك، باتت المفاوضات المناخية، عامًا بعد عام، تخضع لنفوذ الشركات أكثر مما تسترشد بالعلم والعدالة. ففي مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (كوب28)، قفز عدد جماعات الضغط التابعة لقطاع الوقود الأحفوري بنسبة 400% مقارنة بالعام السابق. ولم يقتصر دورهم على الحضور فحسب، بل تولّوا أيضًا صياغة الأجندة، مروّجين لأسواق الكربون، ومشروعات الهندسة الجيولوجية المحفوفة بالمخاطر، والمخططات "الطبيعية" التي تؤدي إلى تهجير الشعوب الأصلية وتهميش التدابير الحقوقية الملحّة والضرورية للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.

في ضوء ما تقدّم، نحن في الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية نواجه هذا الواقع مواجهة مباشرة ودؤوبة. ففي القصة المصوّرة الصادرة حديثًا بعنوان "ما وراء الأكاذيب الخضراء: الحلول الحقيقية في متناول اليد"، والمذكرة التوضيحية المرافقة لها، كشفنا عن الدور الذي تضطلع به الشركات النافذة في تقويض العمل المناخي، وسلّطنا الضوء على الحلول المجتمعية الجارية على أرض الواقع. وكما تذكّرنا المذكرة:

"الحلول الزائفة المتجذّرة في هيمنة الشركات والغسل الأخضر إنما تواصل إدامة الظلم المناخي وتأجيج الكارثة."

تنزيل المذكرة التوضيحية

 

قواعد اللعبة التي تنتهجها الشركات: الإنكار، والتضليل، والتأجيل

منذ خمسينيات القرن الماضي، كانت شركات الوقود الأحفوري على علم بالأضرار التي تتسبب بها منتجاتها. فقد توقّع علماء شركة إكسون ذوبان القمم الجليدية وغمر المدن بالمياه، فيما حذّرت شل سنة 1991 من مخاطر وُصفت بأنها "كارثية". غير أنّ هذه الشركات، بدلًا من التحرّك، موّلت حملات هدفها تقويض العلم، وتحميل المسؤولية للغير، وتأخير اتخاذ أي إجراء. وعلى النحو المبيّن في المذكرة التوضيحية، أنفقت شركات النفط والغاز الخمس الكبرى في العالم أكثر من مليار دولار على حملات تسويق مضلّلة وجهود الضغط السياسي، خلال السنوات الثلاث التي تلت اتفاق باريس.
اقرأ القصة المصوّرة

من الإنكار إلى الغسل الأخضر

حين فقد الإنكار المطلق مصداقيته، أعادت شركات الوقود الأحفوري تسويق نفسها لتظهر بصورة "أبطال المناخ"؛ في خطوة نموذجية من قواعد اللعبة التي دأبت على اتباعها. وهكذا باتت التعهّدات بالوصول إلى الصافي الصفري، ومشروعات احتجاز الكربون، وما يُسمّى بالحلول المستندة إلى الطبيعة، تهيمن على فضاءات السياسات وتزاحم التدابير الحقوقية الحقيقية. إنها استراتيجيات "احرق الآن وادفع لاحقًا" التي تشتري بها الشركات الملوِّثة الوقت، فيما ترسّخ في المقابل مشروعات ضارة طويلة الأمد.

لقد بلغ حجم التضليل مبلغًا مذهلًا: فقطاع الوقود الأحفوري وحده يحتاج، لتعويض انبعاثاته الكربونية بحلول عام 2050، إلى ما يقارب 500 مليون هكتار من الأراضي، أي ما يعادل مرةً ونصف مساحة الهند، أو ثلث الأراضي الزراعية في العالم. والواقع أنّ نحو 93٪ من الشركات التي أعلنت التزامها بتحقيق الصافي الصفري ليست على المسار الصحيح لبلوغ أهدافها، بل تمضي في توسيع إنتاج الوقود الأحفوري. وفوق ذلك، تكرّس هيمنة الشركات بقاء الحلول الزائفة في صميم المفاوضات، وصياغة السياسات العالمية بما يحمي أرباحها على حساب الشعوب.

الاستعمار "الأخضر"

غالبًا ما تُترجَم الحلول المستندة إلى الطبيعة إلى تحويل النظم الإيكولوجية إلى أرصدة كربونية، وما يستتبع ذلك من تهجير للسكان الذين اضطلعوا برعايتها جيلًا بعد جيل. ففي كينيا، قضت المحكمة بعدم دستورية مشروع الكربون في مراعي شمال كينيا، بعدما خلصت إلى وقوع انتهاكات جسيمة لحقوق المجتمعات الأصلية.

وقد عبّرت المقرّرة الخاصة السابقة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الشعوب الأصلية، فيكتوريا تاولي كوربوز، صراحة إن"الغابات تزدهر حين تبقى الشعوب الأصلية على أراضيها التقليدية ويُعترف قانونًا بحقوقها في إدارة هذه الأراضي وحمايتها".

الحلول الحقيقية في متناول اليد

ينبغي للحلول الحقيقية أن تُعالج الأسباب الجذرية للظلم المناخي، وأن تفكك أوجه اللامساواة البنيوية، كما تؤكد المذكرة التوضيحية. وقد بدأت المجتمعات حول العالم بالفعل في رسم مسارها؛ من مشروعات الطاقة المائية الصغيرة في منطقة كورديليرا بالفلبين، إلى الحركات النسائية الشعبية في باكستان وبورما التي تبني القدرة على الصمود في مواجهة الخسائر والأضرار الناجمة عن تغيّر المناخ.
إن إنهاء أزمة المناخ مسألة عدالة بالأساس، لا شأن لأسواق الكربون بها. وفي هذا الصدد، شدّد أعضاء الشبكة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المذكرة التوضيحية  على أهمية تمكين مجتمعات الخطوط الأمامية من تأكيد حقها في تطوير حلول مناخية حقيقية ترتكز على الرعاية، واستدامة الحياة، والتعايش المتناغم مع الطبيعة، واستعادة هذا الحق.

المزيد حول الحلول الحقيقية بقيادة الشعوب:

اجتمع أعضاء شبكة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ندوة عالمية عبر الإنترنت لكشف كيف أنّ صناعة الوقود الأحفوري، من خلال هيمنة الشركات، تجني الأرباح من أزمة المناخ بينما تفرض "حلولًا" ضارة على المجتمعات في الخطوط الأمامية. وأكدوا أن هذه الحلول الزائفة ليست أخطاءً بريئة، بل استراتيجيات متعمدة متجذّرة في الاستعمار والرأسمالية والأبوية، وتشاركوا نقاط مقاومة جماعية بطرح السؤالين: "ما الذي نقاومه؟" و"لماذا نقاوم؟".

اقرأ الملخّص
 

اقرأها. استخدمها. شاركها.

تُعيد القصة المصوّرة متعددة اللغات "ما وراء الأكاذيب الخضراء: الحلول الحقيقية في متناول اليد" إحياء هذه الحكاية بفكاهة لاذعة، وشخصيات نابضة بالحياة، وبدائل تحمل الأمل. وبالاقتران مع المذكرة التوضيحية، فهي ليست مجرد قصة مصوّرة، بل أداة للتثقيف السياسي تكشف هيمنة الشركات وتحرّك العمل الجماعي.

جميع المواد متاحة بموجب رخصة المشاع الإبداعي، ما يجعلها متاحة مجانًا للجميع للقراءة والاستخدام والمشاركة.
ولأن الحلول في متناول اليد بالفعل، فقد صُمِّمت هذه الأداة لضمان ألّا يتجاهلها أحد.

مطالعة القصة المصوّرة

تنزيل المذكرة التوضيحية

Subscribe to our Newsletters | Privacy Policy

 Facebook  X / Twitter  Web  Instagram